تربيةُ الأبناءِ على القرآنِ الكريم: طريقُهم إلى النجاةِ والسعادةِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مقدمة:
يُعدّ القرآنُ الكريمُ هُدىً ونورًا للبشرية، ودستورًا للحياةِ السعيدةِ، ومنهجًا للنجاةِ في الدنيا والآخرة،
وإنّ من أوجب الواجبات، وأعظمِ المسؤوليات، وأكبرِ الأمانات؛ أمانةَ تربية المسلم لأسرته والإحسان إليهم .
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَنَّى هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ ) وهذا جزاء الآباء بصلاح أبنائهم "هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ "!
أهميةُ تربيةِ الأبناءِ على القرآنِ الكريم:
• تربيةُ جيلٍ مُتخلّقٍ بالأخلاقِ الحميدة:
يُساعدُ تعليمُ القرآنِ الكريمِ الأبناءَ على اكتسابِ الأخلاقِ الحميدةِ، مثل: الصبرِ والصدقِ والأمانةِ والعدلِ والتواضعِ والإحسان.
• غرسُ حبّ الله تعالى في قلوبِهم:
يُساعدُ تعليمُ القرآنِ الكريمِ الأبناءَ على معرفةِ الله تعالى وحبّهِ، والالتزامِ بتعاليمهِ.
• وقايتُهم من الانحرافِ والضياع:
يُساعدُ تعليمُ القرآنِ الكريمِ الأبناءَ على التمسكِ بالقيمِ والمبادئِ الساميةِ، ويُقيهم من الانحرافِ والضياعِ في متاهاتِ الحياةِ ومراقبة الله سبحانه وتعالى .
• إعدادُهم لحياةٍ سعيدةٍ في الدنيا والآخرة:
يُساعدُ تعليمُ القرآنِ الكريمِ الأبناءَ على اكتسابِ المعرفةِ والفهمِ، ويُهيّئهم لحياةٍ سعيدةٍ في الدنيا والآخرةِ.
طرقُ تربيةِ الأبناءِ على القرآنِ الكريم:
• تعليمُهم القرآنَ الكريمَ منذ الصغر:
يجبُ على الآباءِ والأمهاتِ تعليمَ أبنائهم القرآنَ الكريمَ منذ الصغرِ، وذلك من خلالِ تحفيظِهم بعضَ السورِ القصيرةِ، وتعليمِهم قواعدَ التجويدِ.
• جعلهم يُحافظونَ على الصلاةِ مع القرآن:
يجبُ على الآباءِ والأمهاتِ تشجيعَ أبنائهم على المحافظةِ على الصلاةِ مع القرآنِ الكريمِ، وذلك من خلالِ اصطحابِهم إلى المسجدِ، وتشجيعِهم على الصلاةِ في الجماعةِ.
• الاستماعُ إلى القرآنِ الكريمِ معهم:
يجبُ على الآباءِ والأمهاتِ الاستماعَ إلى القرآنِ الكريمِ مع أبنائهم، وذلك من خلالِ تشغيلِه في المنزلِ، أو اصطحابِهم إلى حلقاتِ تحفيظِ القرآنِ الكريمِ.
• جعلهم يُحبّونَ القرآنَ الكريم:
يجبُ على الآباءِ والأمهاتِ جعلَ أبنائهم يُحبّونَ القرآنَ الكريمَ، وذلك من خلالِ ربطِهِ بالأشياءِ التي يُحبّونها، مثل: القصصِ والألعابِ.
• القدوةُ الحسنةُ لهم:
يجبُ على الآباءِ والأمهاتِ أن يكونوا قدوةً حسنةً لأبنائهم في التزامِهم بالقرآنِ الكريمِ، وذلك من خلالِ الحرصِ على قراءتهِ وحفظهِ والعملِ بهِ.
ومن الإحسان إلى الأبناء أن تعلمهم معنى الإحسان: وذلك من خلال توفير حياة أسرية مليئة بالعطاء، فمن الجيد أن يرى الأطفال الوالدين يتبرعان ببعض الأموال أو الثياب إلى المحتاجين، لكي يعززوا سلوك الأبناء الإيجابي تجاه الآخرين ويشرحوا لهم أهمية الإحسان
الخاتمة:
تربيةُ الأبناءِ على القرآنِ الكريمِ مسؤوليةٌ عظيمةٌ تقعُ على عاتقِ الآباءِ والأمهاتِ، وهي طريقُهم إلى النجاةِ والسعادةِ في الدنيا والآخرةِ قال رسول الله ﷺ: "أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم" وقال أيضا: "رحم الله عبداً أعان ولده على بِرّه بالإحسان إليه والتألف له وتعليمه وتأديبه".
فلنحرص على تربيةِ أبنائنا على القرآنِ الكريمِ، ونُنشّئهم على حبّهِ والالتزامِ بتعاليمهِ قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ الله لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
واللهُ الموفقُ، وصلى اللهُ على سيّدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.