أجْرُ تعليم القرآن الكريم: كنوزٌ من الدُّنيا والآخرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مقدمة:
يُعدّ تعليم القرآن الكريم من أسمى الأعمال وأعظمها فضلاً، فهو نورٌ يهدي ويشفي، وشفاءٌ من الأمراض، وشفيعٌ لصاحبه يوم القيامة.
فضائل تعليم القرآن الكريم:
نيلُ رضا الله تعالى:
فقد قال الله تعالى: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا إِنَّا جَعَلْنَاكَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ" [الطور: 23]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيرُكم من تعلّم القرآن وعَلَّمهُ" [رواه البخاري ومسلم].
نيلُ الأجر العظيم:
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قرأ حرفًا من القرآن فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" [رواه الترمذي].
الشفاعةُ يوم القيامة:
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة" [رواه مسلم].
الارتقاءُ في الدرجات:
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأوا القرآن ورتّلوه، فإنّ في كلّ حرفٍ منه عشرُ حسناتٍ، وكلّ حسنةٍ بعشرِ أمثالها، لا أقولُ: ألفٌ حسنةٌ، ولكن: ألفُ ألفٍ" [رواه الترمذي].
النجاةُ من النار:
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّ الله يرفعُ بالقرآنِ من يشاءُ" [رواه الترمذي].
فضل حفظ القرآن الكريم: فقد أكرم الله -تعالى- أهل القرآن الكريم بلبس تاج الكرامة، وحُلّة الكرامة؛ لِما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يجيءُ {صاحبُ }القرآنِ يومَ القيامةِ فيقولُ: يا ربِّ حلِّهِ، فيُلبسُ تاجُ الكرامةِ، ثم يقولُ: يا ربِّ زدهُ، فيُلبسُ حُلَّةَ الكرامةِ، ثم يقول: يا ربِّ ارضِ عنهُ، فيقالُ: اقرأْ وارقأْ ويزادُ بكلِّ آيةٍ حسنةً).
فضل تحفيظ القرآن الكريم : إن فضل تعليم الناس كتاب ربهم عظيم فهو أعظم وأجل ما يتعلمه الناس فهو كلام الله وفضله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه لأنه صفة من صفات الله عز وجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " .
فضل الصدقة في تعليم القرآن الكريم : الصدقة من الأعمال التي حث عليها الإسلام وأمر بها رب العباد؛ لما لها من فوائد كثيرة، ومن ساهم في تعليم القرآن الكريم بالمال والنفقة فيه من خلال كفالة معلمين أو بناء مساجد قائمة على هذا الشأن أو الاستثمار في إنشاء جمعيات تحفيظ القرآن الكريم؛ فإن ذلك من أفضل الأعمال وأعظم الصدقات التي تتقرب بها إلى الله، قال الله سبحانه وتعالي:”مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”.
فضل التبرع في تعليم القرآن: وللقرآن فضائل كثيرة وعظيمة؛ فهناك أجر عظيم لقراءته وتلاوته فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها"، وهذا أجر تلاوته فكيف بمن علمه أو ساهم في تعليمه بالمال أو المجهود أو الوقت أو العلم الذي تعلمه من القرآن ،قال الله تعالى "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ".
شروطُ تعليم القرآن الكريم:
الإخلاصُ لله تعالى:
فلا يُعلّم القرآن الكريم رغبةً في المال أو الشهرة، بل رغبةً في نيلِ رضا الله تعالى وابتغاءَ ثوابه.
العلمُ بأحكامِ التجويد:
يجبُ على المعلم أن يكون على علمٍ بأحكامِ التجويد، وأن يُعلّمَها للطالب.
الصبرُ على الطالب:
يجبُ على المعلم أن يكون صبوراً مع الطالب، وأن يُعلّمَهُ القرآن الكريم بِرفقٍ ولطفٍ.
حُسنُ الخُلق:
يجبُ على المعلم أن يتحلّى بالأخلاقِ الحميدة، وأن يكون قدوةً حسنةً للطالب.
الوقف في تحفيظ القرآن الكريم: الوقف خصيصةٌ من خصائص هذه الأمة، وهو سنَّةٌ قائمة، وهو أحد عقود التبرُّعات التي شرعها الله رحمةً بعباده، وهو خُلُقٌ إسلامي جميل، أساسُهُ التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع ، والتبرع في الوقف لأجل تعليم القرآن الكريم يعد من الصدقات الجارية التي يبقى أجرها ما بقي الوقف قائما.
فضل التبرع والصدقة في مكة: التبرع للإسهام في وقف من الأوقاف، يعتبر صدقة جارية وأجرها في الحرم أعظم منها خارج الحرم، وعندئذ فاختيار جمعية خيرية وقفها في مكة داخل حد الحرم المكي أفضل لمضاعفة الأجر؛ لأن الأعمال يضاعف أجرها بحسب فضل المكان والزمان .
الخاتمة:
تعليم القرآن الكريم من الأعمال الجليلة التي تُفني فيها العمر، وتُنالُ بها ثوابُ الله تعالى.
فلنحرص على تعليم القرآن الكريم لأولادنا وبناتنا، ولننشر نورَه في أرجاءِ المجتمع.
واللهُ الموفقُ، وصلى اللهُ على سيّدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.